حملة الأكاذيب التي تروجها إسرائيل لوقف الهجرة العكسية
في 12 ديسمبر 2023، نشر الحساب الرسمي للحكومة الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية منشورًا يدعي أن ‘أكثر من ألفي يهودي قدموا إلى البلاد منذ 7 أكتوبر، ومن بينهم أشخاص قادمون من الدول العربية والإسلامية’. ورافق المنشور بعض الصور. وقد تبين أن الصور التي تم الإشارة إليها تعود إلى حدث نظمته منظمة يهودية تدعى ‘نيفيش بنيفيش’، تم فيه جلب 215 يهوديًا من الولايات المتحدة وكندا إلى إسرائيل في أغسطس 2023. لذا، فإن هذه الصور لا تُظهر اليهود الذين قدموا للاستقرار في إسرائيل بعد 7 أكتوبر. تقوم إسرائيل بتوطين معظم اليهود القادمين إلى البلاد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي منازل الفلسطينيين التي استولت عليها بالقوة. من ناحية أخرى، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلاً عن مصادر في إدارة السكان والهجرة في تقارير بتاريخ 4 ديسمبر أن ‘مئات الآلاف من الإسرائيليين قد غادروا البلاد بعد اشتباكات 7 أكتوبر، عدا عن آلاف العمال الأجانب واللاجئين والدبلوماسيين’. وتُشير المصادر إلى أن من بين 600 ألف إسرائيلي كانوا في الخارج بسبب العطلة حتى 7 أكتوبر، عاد منهم 470 ألفًا فقط إلى البلاد حتى الآن، بينما بلغ عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد بعد 7 أكتوبر حوالي 370 ألفًا. وبالتالي، فإن عدد الإسرائيليين الذين لم يعودوا إلى البلاد أو غادروها بسبب الحرب يصل إلى نحو نصف مليون شخص. وتفيد التقارير بأن الهجرة إلى إسرائيل لم تتوقف تمامًا خلال هذه الفترة، ولكنها تراجعت بشكل كبير. تسعى إسرائيل من خلال حملة مضادة تديرها مصادرها الرسمية إلى نفي الأرقام السلبية للهجرة.